Page 107 - web
P. 107

‫‪ISSUE No. 444‬‬  ‫عابر للحدود‪ ،‬من خلال استغلال وسائل التواصل‬         ‫رسائل التنظيمات الإرهابية الموجهة إلى الأفراد‬     ‫أصبح أقل حدة من أي وقت آخر منذ أحداث ‪11‬‬
               ‫الاجتماعي والمنصات الأخرى على الإنترنت‪ ،‬مشيراً‬     ‫لتنفيذ الهجمات‪ ،‬فإنهم ما زالوا عرضة لمنشورات‬      ‫سبتمبر (أيلول)‪ ،‬إلا أن هناك حاجة إلى الحذر‪ ،‬إذ‬
‫‪105‬‬            ‫إلى أنه حتى مع قيام شركات التكنولوجيا بتحسين‬       ‫مجلة «إنسباير» التي يبثها تنظيم «القاعدة» باللغة‬  ‫ما زال هناك قلق من تهديدات إرهابية تقف وراءها‬
               ‫قدراتها على كشف المحتوى المرتبط بالتطرف‬                                                              ‫«جهات فاعلة منفردة» تستقي إلهامها من المنظمات‬
               ‫والتصدي له عبر الإنترنت‪ ،‬فإن المتطرفين وداعميهم‬                 ‫الإنجليزية ورسائل تنظيم «داعش»‪.‬‬      ‫الإرهابية الأجنبية‪ ،‬والمتطرفين الأجانب ذوي الدوافع‬
                                                                                     ‫التطرف المحلي العنصري‬
                           ‫يتبكرون طرقاً جديدة لنشر رسالتهم‪.‬‬                                                                                           ‫العنصرية‪.‬‬
                                    ‫مشكلة تأمين الحدود‬            ‫وفي سياق متصل‪ ،‬حذر «المركز الوطني لمكافحة‬         ‫وقالت أبو زيد في كلمتها الرسمية أمام ملتقى نظمه‬
                                                                  ‫الإرهاب» من خطر متطرفي الداخل الذين لهم‬           ‫«معهد واشنطن»‪« ،‬ما زلنا قلقين وحذرين في ما‬
               ‫ومع تنامي «التهديد العابر للحدود»‪ ،‬يؤكد تقييم‬      ‫صلات إرهابية دولية وعابرة للحدود‪ .‬ويشير‬           ‫يتعلق بالتهديد المتأتي من الجهات الفاعلة المنفردة‬
               ‫«المركز الوطني لمكافحة الإرهاب» أهمية الجهود‬       ‫تحديداً إلى التهديد الذي يشكله المتطرفون ذوو‬      ‫والجماعات الصغيرة التي تلهمها المنظمات الإرهابية‬
               ‫الرامية إلى منع تسلل الإرهابيين عن طريق البر‬       ‫الدوافع العنصرية والعرقية وما لهم من روابط‬        ‫الأجنبية‪ .‬فمنذ عام ‪ ،2001‬تطور التهديد الناشئ عن‬
               ‫أو البحر أو الجو‪ ،‬ومنها دعم مشروع الفحص‬            ‫كبيرة بالجهات الفاعلة العابرة للحدود التي تشجع‬    ‫هؤلاء الأفراد من تهديد تحدده الهجمات المعقدة‬
               ‫والتدقيق التابع للحكومة الأميركية‪ ،‬الذي يؤدي‬       ‫مؤامراتها وأيديولوجيتها المعلنة أولئك الذين‬       ‫والواسعة النطاق التي تديرها منظمة إرهابية‬
               ‫دوراً محورياً في معالجة حالات اللجوء والهجرة‬       ‫يتأثرون برسائلها على الحشد لممارسة العنف‪.‬‬         ‫أجنبية‪ ،‬إلى تهديد غالباً ما تحدده هجمات بسيطة‬
               ‫من خلال تحديد أي صلات لمقدم الطلب وأفراد‬           ‫وبحسب التقييم‪« ،‬يتسم هذا التهديد الأخير العابر‬
                                                                  ‫للحدود بحد كبير من الانسيابية والتشتيت وغياب‬           ‫تشن ذاتياً بإلهام من منظمة إرهابية أجنبية”‪.‬‬
                           ‫محددين من عائلته بالإرهاب الدولي‪.‬‬      ‫البنى الهرمية‪ ،‬إذ تتركز أطر الأعمال المنفذة من‬    ‫وبحسب المسؤولة الأميركية‪ ،‬يمارس هؤلاء الأفراد‬
               ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن التقييم الأخير يغفل آثار أزمة‬         ‫قبل المسؤولين عنها حول مفهوم المقاومة من دون‬      ‫العنف بشكل مستقل من دون توجيهات من‬
               ‫الحدود التي تعيشها عدد من الولايات‪ ،‬وفشلت‬                                                            ‫جماعات محددة‪ ،‬فمنذ أحداث ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬نفذ ‪37‬‬
               ‫إدارة بايدن في احتوائها حتى الآن‪ ،‬مع تدفق‬                                                ‫قيادة»‪.‬‬     ‫هجوماً داخل الولايات المتحدة بإلهام من تنظيمي‬
               ‫المهاجرين على الحدود الأميركية مع المكسيك‪ ،‬إذ‬      ‫وأضاف «غالباً ما تشمل العلاقات القائمة بين‬        ‫«داعش» و«القاعدة»‪ ،‬مقارنة بثماني هجمات كانت‬
               ‫سجلت السلطات الأميركية محاولة عبور أكثر من‬         ‫المتطرفين ذوي الدوافع العنصرية والعرقية في‬        ‫على صلة مباشرة بهاتين الجماعتين‪ .‬وبالمثل‪ ،‬خلال‬
               ‫مليوني مهاجر العام الماضي‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 300‬ألف‬    ‫الولايات المتحدة من جهة‪ ،‬ونظرائهم الأجانب‬         ‫الـ‪ 12‬عاماً الماضية‪ ،‬نفذ أفراد يعتنقون فكرة تفوق‬
                                                                  ‫من جهة أخرى‪ ،‬مشاركة رسائل التطرف العنيف‬           ‫العرق الأبيض ‪ 17‬هجوماً متطرفاً بدوافع عنصرية‬
                                               ‫عن عام ‪.2021‬‬       ‫المزدوجة الاتجاه‪ ،‬والشكاوى المتبادلة‪ ،‬وبيانات‬
                             ‫التهديدات الخارجية مستمرة‬            ‫المهاجمين الناجحين‪ ،‬والتشجيع على ممارسة‬                                                 ‫وعرقية‪.‬‬
               ‫دولياً‪ ،‬يشير التقرير إلى أن الحركات الإرهابية حول‬                                                    ‫وخلصت أبو زيد إلى أن احتمال تعرض الشعب‬
               ‫العالم تواصل إلهام أتباعها وتمكينهم لتنفيذ‬                               ‫الجهات المنفردة للعنف»‪.‬‬     ‫الأميركي اليوم لهجوم إرهابي يشنه مهاجم فردي‬
               ‫هجمات ضد الولايات المتحدة والدول الغربية‬           ‫ولفت المركز إلى أنه وعلى غرار التحديات الأخرى‬     ‫أكبر من احتمال تعرضهم لهجوم تنفذه منظمة‬
               ‫الأخرى‪ ،‬لافتاً إلى أن تنظيمي «داعش» و»القاعدة»‬     ‫التي يطرحها الإرهاب‪ ،‬يمكن أن يعمل المتطرفون‬       ‫إرهابية ذات هيكلية منظمة‪ ،‬فعلى رغم تراجع‬
               ‫هما أبرز تهديدين إرهابيين أجنبيين تواجههما‬         ‫ذوو الدوافع العنصرية والعرقية في أي مكان بشكل‬
   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112